mercredi 9 novembre 2011

النائبة زعبي في شهادتها أمام محكمة راسل: الأبارتهايد الإسرائيليّ ضد الفلسطينيين أسوأ من جنوب أفريقيا

     الدولة العبريّة تحاول سرقة وطننا وهويتنا


زهير أندراوس:
2011-11-07



الناصرة ـ 'القدس العربي' انتهت أمس أعمال 'محكمة راسل'، حول النظام العنصري في إسرائيل، مداولات تم فيها الاستماع إلى 26 شهادة، منها 24 شهادة مهنية جميعها تتمحور حول النظام السياسي والقانوني في إسرائيل، وفي شهادتها أمام المحكمة قالت النائبة زعبي إنها تمثل جزءا من الشعب الفلسطيني المنسي، الذي أخرج من حدود شعب، ومن حدود الصراع، لكنه عاد ودخل خريطة شعبه وخريطة الصراع، بشكل لم يتوقعه لا منظمة التحرير بصفتها الممثل الرسمي للفلسطينيين، ولا إسرائيل
.
 
وأضافت النائبة زعبي أنه فقط المواطن يستطيع أن يكشف عنصرية النظام كنظام، أما الواقع تحت الاحتلال والذي لا يملك المواطنة فهو فقط يستطيع أن يكشف عنصرية الاحتلال، لكن ليس عن عنصرية النظام. إذا فلسطينيو الـ48 هم ليسوا الشاهد على ديمقراطية إسرائيل، بل هم الشاهد على عنصرية النظام، وهم الشاهد بأننا لا نتحدث عن سياسة عنصرية بل عن نظام عنصري.
وأشارت النائبة زعبي الى ان إسرائيل تنتهج إستراتيجيات مختلفة من السيطرة العنصرية في كل من داخل الـ48، القدس والضفة الغربية، وأنه خلال اليومين قامت الشهادات بتحليل إستراتيجيات السيطرة المختلفة المتبعة في هذه المناطق، لكنها لم تشر إلى الدافع أو الهدف أو ما يستعمل أحيانا كمبرر أخلاقي لتلك السيطرة، وشددت على أن على المحكمة أن تبحث أيضا فيما يقف وراء النظام العنصري، ألا وهو تعريف إسرائيل كدولة يهودية.
وأشارت إلى أن الإستراتيجية المتبعة في إسرائيل هي إما إنكار السيطرة والعنصرية والتمييز، وإما الاعتراف ببعض مظاهره وتبريرها بما يسمى حق اليهود في دولة يهودية.

 
 وأضافت أنه في الوقت الذي يقوم العالم فيه في الكشف عن إسرائيل كدولة عنصرية، تقوم فيها إسرائيل وبوقاحة بمطالبة العالم الاعتراف بها كدولة يهودية، أي تريد من العالم إعطاء شرعية لهذه العنصرية والاعتراف ليس بإسرائيل فقط بل بحقها في أن تكون عنصرية.وأوضحت زعبي: إسرائيل تستعمل المواطنين الفلسطينيين لكي تبرهن على ديمقراطيتها، وأنها تتبجح بحق التصويت، الذي لم يتمتع به السود في جنوب أفريقيا، لكن ها أنا ذا أمامكم، لا أصوت فقط، بل أنني نائبة أمثل شعبي في البرلمان الإسرائيلي، ومن المفروض أن أكون شهادة حية على المساواة والديمقراطية داخل إسرائيل، لكن ما أنا بالفعل إلا شهادة حية على العنصرية فيها. وحول الفروقات بين النظام العنصري في إسرائيل
والنظام العنصري في جنوب أفريقيا أشارت إلى أن الأول أسوأ، لكنه أكثر حنكة وخفية، وما جعله أكثر حنكة وخفية هو جريمة أكبر من جريمة الأبرتهايد، جريمة التطهير العرقي، حيث تم طرد شعب كامل من وطن كامل، لقد حاول النظام في جنوب أفريقيا تطهير (كيب تاون) حيث نحن الآن، في سنوات الستينيات، فطرد 60 ألف، لكن إسرائيل طردت شعبي بأكمله
أما الفرق الثاني فهو أن جنوب أفريقيا تعاملت مع السود كمواطنين درجة ثانية أو ثالثة، أما نحن فنتعامل إسرائيل معنا كأعداء أو كخطر إستراتيجي. الفرق الثالث هو أن جنوب أفريقيا سرقت الأرض من السود، أما إسرائيل فتحاول سرقة الوطن منا، هي تحاول مصادرة علاقتنا مع الوطن، فتمحو الأسماء العربية من فضاء الوطن، وتمحو أي إشارة للقرى والمدن العربية، وتهود المكان برمته. يريدون أن يسرقوا منا وطنا وليس فقط أرضا، وتابعت أكثر من هذا، في الكنيست وفي بعض قرارات المحكمة يبررون مصادرة الأرض بأننا غزاة للأرض، وليس أصحابها الأصليين.
الفرق الرابع هو أن جنوب أفريقيا لم تقم بهندسة هويات، ولم تحاول تشكيل أو محو هوية السكان الأفارقة السود أو الملونين، ولم تنكر عليهم هويتهم، ولم تحاول خلق هوية جديدة مشوهة، وتختلف طبيعة الصراع على مستوى الهويات التي تتقاطع بشكل مركب في أفريقيا، أما السياسات الإسرائيلية فقامت بشكل عنيف وهمجي تشكيل هوية صهيونية، وفي نفس الوقت تحارب الهوية الفلسطينية، وتمنع تدريس كل ما يتعلق بها، وتحاول تشويهها، وتشكيل ما يعرف بـعرب ـ اسرائيل
النائبة زعبي
وعددت النائبة زعبي قوانين التجنس والأرض والتخطيط والتطوير والتعليم والولاء. وأنهت بأن النضال من أجل إنهاء نظام السيطرة العنصري، والنضال من أجل المساواة كاملة لمجموعتين قوميتين يتقاسمان الحقوق كما السيادة، هو ما تخافه إسرائيل، وهو ما تحاربه، وهو ما تعتبره خطرا إستراتيجيا.  
  القدس العربي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire